هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن ســــعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر ، والدته عاتكــة بنت أنيس الأشجي وعرف من بناته أمامة و تمامة وعقربة ويُكَنّى بابي أمامة وأبي تمامة ابنتـــاه على عادة العرب آنذاك . وُلِدَ في قبيلة بني ذبيان وعاش على الأغلب ما بيـــن أعوام ( 535 ـ 604 ) م وعاش في بيئة نصرانية بين أهله على الوفاء والولاء لهم والتفــاخر بقبيلته وحلفائها وشِعره يُثبِت ذلك وهو من أشراف القبيلة ، كما لُقِّب بالنابغة الذبياني وهنــاك عدة آراء حول سبب هذا اللقب منها :
1" ـ لُقِّب بالنابغة لأنه نبغ في الشِعر دفعة واحدة .
2" ـ يقول أبو قتيبة إن سبب لقبه بالنابغة لقوله :
وحلّت في بني القين بن جسر ***** فقد نبغت لهم منا شؤون
3" ـ وفي رأي البغدادي : أن هذا اللقب لحقه لأنّه لم ينظم الشعر حتى أصبح رجلاً
4" ـ وعلى حد قول العرب ربما كان اللقب مجازاً : فنبغت الحمامة ، إذا أرسلت صـــــوتها في الغناء ونبغ الماء إذا غزر ، ونبغ الشاعر ، والشاعر نابغة ، إذا غزر شعره وكثر .
5" ـ ويُروى أنه لم يقل الشعر إلاً بعد أن تجاوز عمره الأربعين تقريباً ولهذا يصفونه بالنبوغ .
6" ـ وجاء في كتاب الأغاني : انه بفضل أدباء يثرب استقام شـــــــعر النابغة حيث قال : دخلت يثرب وفي شعري عاهة وخرجت منها وأنا أشعر الناس .
والنابغة لقب لشعراء عديدين ، منهم النابغة الجعدي والنابغة الشيباني وشاعرنا النابغة الذبياني ، هو أشعرهم دون مُنازع .شبَّ شاعرنا في نجد بين قيبلته ونشأته غامضة في حداثته وشبابه ، إلاّ حادثة حبه لمعاوية زوجة حاتـــــم الطائي . كان يحتـــــرم أمّه عاتكة بنت أنيس الأشجي ورثاها بقصيدة عند وفاتها .
قد ذكر بعض المؤرخين أن النابغة اتصل بالغساسنة قبل أن يتّصل بالمناذرة بيـــد أن الثابت أنه اتصل بملوك الحيـرة (جنوب العراق) وأقام فيها منذ عام 530 م حيث عقد صلة وثيقة بأميرها المنذر بن ماء السماء ( 514 ـ 554 ) م ومدحه ولمّا آل العرش إلى عمرو بن هند عام 554 م وقعت بينهما وحشة ونفور فغادر الذبياني الحيرة إلى جُلّق في حوران ولما قتل عمرو بن هنـــد عام 578 م عاد النابغة إلى الحيرة ودخل قصر لنعمان بن المنذر أبو قابوس ( 580ـ 602 ) م فاســـتخصّه وأسبغ نعمته وجوائزه عليه حتى أكل وشرب في آنية الذهب والفضـــــة واســـتمّر على هذا النعيــم حتى دخـــل بينهما بعض حســـاّده متذرّعين للوشاية بقصــــــيدته في وصف (المُتجرّدة ) زوجة النعمان فغضب الملك وتوعّده بالقتل فنجا شــاعرنا بنفســــه ولاذ بعمرو بن الحارث الأصـغر الغساني بالشام فزاد حقد النعمان عليه لالتجائه إلى أعدائه ومنافسيه وبقي عند بني غســـان يمدحهم ويُغدقون عليه المال والذهب حتى بلغه مرض النعمان فرجـــــع إليه يطلب منة الشفاعة ويرجو البراءة عنده مقدّما قصائده الخالدة بالاعتذار منه فقبلها وعــــادت مكانته في القصر .
بعد أن مات النعمان ترك النابغة البلاط راجعاً إلى ديار بين ذبيان وهناك اعتزل الشعر ومات سنة 604 م . وقد ذكر المستشرق ( ديرنبرغ ) أن النابغة توفّي عام 605 م قبل الهجرة بـ 18 عاماً متأثراً بمرض الحمّى ، حيث قضى أواخر أيامه في أرض اليمن فقيراً معدماً وقد جلّلـــــه الشيب وضعفت قواه .
كان النابغة الذبياني شعر وناقد في آن واحد ، فقد كانت تُضرَب له من جلد أحمر خيمة تنصبها قريش وملوك الغساسنة في سوق عكاظ بمكة وفيها يجري النقد لأهم مظاهر الثقافة الجمـــالية ، فتقصده الشعراء وتعرض عليه أشعارها وكان من بين الشعراء الذين يعرضون شــــعرهم على النابغة ( الأعشى وحسان بن ثابت والخنساء ) وكان هو الحَكَم فيها وكذلك كانت مجالســـــه في يثرب ، وقال عنه ابن سلام الجمحي في الطبقات ( كان النابغة أحسن الشعراء ديباجة شــــــعر ويمتاز شعره بالرونق والطلاوة والمتانة وجزيل اللفظ وليس فيه تكلّف ) . وامتاز شــعره برقة المشاعر وقوة العاطفة في آن واحد كما في خياله الخصب في الصور والتشابيه والاستعراضات الجمالية لهذا الخيال . يعتَبَر النابغة أحد فحول الشعراء في الجاهلية وَعَدّه ابن سلام في الطـــبقة وقارنه بامرئ القيس والأعشى وزهير وتقدم الخلاف في أيّهم أشـــــعر وهو الذي كان أحســنهم ديباجة وأكثرهم رونقاً وكلاماً وأجزلهم بيتاً .
تراوحت أشعار النابغة بين النُتَف والقصائد الطِوال رَبَت على السبعين وهي ممّا وُثِّقَ به أنه له لأن شعره تعرّض إلى أكثر من محاولة للدسّ والنحل ، فنجد في ديوانه قصـــائد مؤلّفة من بيتين اثنين كم نجد مطوّلات تزيد على أربعين بيتاً مثل المعلّقــــــة التي تُعَدّ من عيون شعره خاصـــة والشعر العربي عامة .
تنوّعت أغراض الشعر لدى النابغة في موضوعات شتّى وأشهرها المديح والهجاء إلى جانب الاعتذار والرثاء والغزل والوصف . وسنذكر بعض أعماله :
1 ـ أن شاعرنا من أصحاب المعلقات (1) ، نبدأ أعمله بمعلّقته الشهيرة :
يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّنَـدِ ***** أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَا سَالِـفُ الأَبَـدِ
وقَفـتُ فِيـهَا أُصَيلانـاً أُسائِلُهـا ***** عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبـعِ مِنْ أَحَـدِ
إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيـاً مَـا أُبَـيِّـنُــهَا ***** والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ
رَدَّتْ عَليَـهِ أقَـاصِيـهِ ، ولـبّــدَهُ ***** ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِي الثَّـــأَدِ
خَلَّتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَــــــانَ يَحْبِسُـــــهُ ***** ورفَّعَتْهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَــــدِ
أمْسَتْ خَلاءً ، وأَمسَى أَهلُهَا احْتَمَلُوا ***** أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـــى عَلَى لُبَـدِ
فَعَدِّ عَمَّا تَرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـــــاعَ لَـهُ ***** وانْـمِ القُتُـــودَ عَلَى عَيْرانَـــــةٍ أُجُـدِ
مَقذوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَــــا ***** لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْـوِ بالمَسَـدِ
كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَدْ زَالَ النَّــــهَارُ بِنَـا ***** يَومَ الجليلِ ، عَلَى مُســـتأنِـسٍ وحِـدِ
مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِيٍّ أَكَارِعُـهُ ***** طَاوي المَصِيرِ كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
سَرتْ عَلَيهِ مِنَ الجَـوزَاءِ سَارِيَـةٌ ***** تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِــــــدَ البَـرَدِ
فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ فَبَاتَ لَـهُ ***** طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ
فبَـثّـهُـنَّ عَلَيـــــهِ ، واسـَــــمَـرَّ بِـهِ ***** صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَـــــاتٌ مِنَ الحَـرَدِ
وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ ***** طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـــرِ النَّجُـدِ
شَكَّ الفَريصةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا ***** طَعْنَ المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَـدِ
كَأَنَّه ، خَارجَا مِنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ ***** سَفّودُ شَرْبٍ نَسُــــــوهُ عِنـدَ مُفْتَــــــأَدِ
فَظَـلّ يَعْجُمُ أَعلَى الـرَّوْقِ مُنقبضـاً ***** فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ ، غَيرِ ذِي أَوَدِ
لَمَّا رَأَى واشِـقٌ إِقعَـاصَ صَاحِبِـه ***** وَلاَ سَبِيلَ إلـى عَقْـــــلٍ ، وَلاَ قَـــــوَدِ
قَالَتْ لَهُ النَّفسُ إنِّي لاَ أَرَى طَمَـعاً ***** وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَســـــلَـمْ ، ولَمْ يَصِـدِ
فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ إنَّ لهُ فَضـلاً ***** عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى ، وفِي البَعَـدِ
وَلاَ أَرَى فَاعِلاً فِي النَّاسِ يُشبِهُـهُ ***** وَلاَ أُحَاشِي ، مِنَ الأَقوَامِ ، مِنْ أحَـدِ
إلاَّ سُــــليـمَانَ ، إِذْ قَـــالَ الإلـهُ لَـهُ ***** قُمْ فِي البَرِيَّة ، فَاحْدُدْهَـا عَنِ الفَنَـــدِ
وخيّسِ الجِنّ ! إنِّي قَدْ أَذِنْـــتُ لَهـمْ ***** يَبْنُـونَ تَدْمُــــرَ بالصُّفّـــــاحِ والعَمَـدِ
فَمَـن أَطَاعَـكَ ، فانْفَعْـهُ بِطَاعَتِـهِ ***** كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْــــــهُ عَلَى الرَّشَـدِ
وَمَـنْ عَصَـاكَ ، فَعَاقِبْـهُ مُعَاقَبَـةً ***** تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَـــدِ
إلاَّ لِمثْـلكَ ، أَوْ مَنْ أَنـتَ سَابِقُـهُ ***** سَبْقَ الجَوَادِ ، إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَـدِ
أَعطَـى لِفَارِهَـةٍ ، حُلـوٍ تَوابِعُـهَا ***** مِنَ المَواهِـبِ لاَ تُعْطَـى عَلَى نَكَـــــدِ
الوَاهِـبُ المَائَـةِ المَعْكَـاءِزَيَّنَـــهَا ***** سَعدَانُ تُوضِـــــحَ فِي أَوبَارِهَـا اللِّبَـدِ
والأُدمَ قَدْ خُيِّسَـتْ فُتـلاً مَرافِقُـهَا ***** مَشْـدُودَةً بِرِحَـــــــالِ الحِيـرةِ الجُـدُدِ
والرَّاكِضاتِ ذُيـولَ الرّيْطِ فانَقَـهَا ***** بَرْدُ الهَوَاجـرِ ، كالغِـزْلاَنِ بالجَـرَدِ
والخَيلَ تَمزَعُ غَرباً فِي أعِنَّتهَا كالطَّيـرِ *****تَنجـو مِـنْ الشّؤبـوبِ ذِي البَـرَدِ
احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ ، إِذْ نظـرَتْ ***** إلـى حَمَامِ شِـرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَـــدِ
يَحُفّـهُ جَـانِبـا نِيـقٍ ، وتُتْبِعُـــــــهُ ***** مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَـدِ
قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَا هَـذا الحَمَـامُ لَنَـا ***** إلـى حَمَــــــامَتِنَـا ونِصفُـــــهُ ، فَقَـدِ
فَحَسَّبوهُ ، فألفُـوهُ ، كَمَا حَسَبَـتْ ***** تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُـصْ ولَمْ تَــــزِدِ
فَكَمَّلَـتْ مَائَـةً فِيـهَا حَمَامَتُــــــهَا ***** وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِـي ذَلكَ العَــــــدَدِ
فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَهُ وَمَـا ***** هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَـدِ
والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُـهَا ***** رُكبَانُ مَكَّةَ بَيـنَ الغَيْـلِ والسَّعَـدِ
مَا قُلتُ مِنْ سيّءٍ مِمّـا أُتيـتَ بِـهِ ***** إِذاً فَلاَ رفَعَتْ ســـَوطِـي إلَـيَّ يَـدِي
إلاَّ مَقَـالَـةَ أَقـوَامٍ شَـــــقِيـتُ بِهَـا ***** كَانَتْ مقَالَتُهُـمْ قَرْعـاً عَلَى الكَبِـــــدِ
إِذاً فعَـاقَبَنِـي رَبِّـي مُعَـاقَـبَــــــةً ***** قَرَّتْ بِهَا عَيـنُ مَنْ يَأتِيـــــكَ بالفَنَـدِ
أُنْبِئْـتُ أنَّ أبَـا قَابُـوسَ أوْعَدَنِـي ***** وَلاَ قَـرَارَ عَلَـى زَأرٍ مِـنَ الأسَــــدِ
مَهْلاً ، فِـدَاءٌ لَك الأَقـوَامُ كُلّهُـمُ ***** وَمَا أُثَمّـرُ مِنْ مَـــــالٍ ومِـنْ وَلَـــــدِ
لاَ تَقْذِفَنّـي بُركْـنٍ لاَ كِفَـاءَ لَـــهُ ***** وإنْ تأثّـفَـــــكَ الأَعـــــدَاءُ بالـــرِّفَـدِ
فَمَا الفُراتُ إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ لَـهُ ***** تَرمِـي أواذيُّـــــهُ العِبْرَيـنِ بالـزَّبَـدِ
يَمُـدّهُ كُـلُّ وَادٍ مُتْـــــرَعٍ ، لجِـبٍ ***** فِيهِ رِكَـــامٌ مِنَ اليِنبـوتِ والخَضَـدِ
يَظَلُّ مِنْ خَوفِـهِ المَلاَّحُ مُعتَصِـماً ***** بالخَيزُرانَة ، بَعْـدَ الأيـنِ والنَّجَــدِ
يَوماً ، بأجـوَدَ مِنـهُ سَيْـبَ نافِلَــةٍ ***** وَلاَ يَحُولُ عَطـاءُ اليَـومِ دُونَ غَـدِ
هَذَا الثَّنَـاءُ ، فَإِنْ تَسمَعْ بِـهِ حَسَنـاً ***** فَلَمْ أُعرِّضْ أَبَيتَ اللَّعنَ بالصَّفَـدِ
هَا إنَّ ذِي عِذرَةٌ إلاَّ تَكُــنْ نَفَعَـتْ ***** فَـإِنَّ صَاحِبَــــــها مُشَـارِكُ النَّكَـدِ
2 ـ وهاهو ذا تخونه الأيام وترمي به وحيداً يطوي على همٍّ كبير ونفْسٍ كسيرة فيقول :
المَرْءُ يأمُـــلُ أن يعيشَ ***** وطولُ عيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفْنى بشـــــاشَتُهُ ويبقى ***** بَعْدَ حُلـــــوِ العَيْشِ مُرُّه
وَتَخُونُهُ الأيَــــــام حَتّى ***** لا يَـــــرى شَيْئاً يَسُــرُّه
كم شامِتٍ بي إِن هَلِكْتُ ***** وقائِـــــــل للـّــــــه دَرُّه
3 ـ وأنشد في مدح النعمان بن المنذر في قصيدة : له بحرٌ يُقَمَّصُ بالعَدَوْلي ، قال فيها :
نَهضْتُ إلى عُذافِرَةٍ صَمُوتٍ ، ***** مُذَكَّرَةٍ ، تَجِـــــلّ عَنِ الكَلالِ
فِداءٌ ، لامرئٍ ســـــارت إلــيه ***** بِعَذرَةِ رَبها ، عمّي وخــالي
ومَن يَعْرفْ من النعمان سَجلاً ***** فليسَ كمنْ يُتَيِّهُ في الضـلالِ
فإنْ كنتَ امرأً قد ســـؤتَ ظَنّاً ***** ولا تَعْجَلْ إليّ عنِ الســــؤالِ
لَمَا أغفَلْتُ شُكْرَكَ فانتصِحني ***** وكيفَ ومِنْ عطائكَ جُلُّ مالي
لهُ بحـــــرٌ يُقَمِّصُ بالعَدَوْلي ، ***** وبالخَلَــــجِ المُحَمَّـــلَةِ ، الثّقالِ
4 ـ وهذه قصيدته الجميلة : بانت سعاد ، قال فيها :
بانت سُعــــــاد وأمسى حبْلها انجذما ***** واحتلّت الشرع فالأجزاع من إضما
ليست من السّودِ أعقاباً إذا انصرفت ***** ولا تبيــــــع بجنبي نخــــــلة البرما
غراء أكمل من يمشــــي على قَـــدِمٍ ***** حسنا وأملح من حاورته الكلمـــــــا
قالت : أراكَ أخا رحـــل وراحــــلة ***** تغشى متالف لن ينطرنّك الهـــــرما
حيّــــاك ربي فإنـــــا لا يحـــــل لنا ***** لهو النســـــاء وإن الدين قد عزمـــا
من قول حرميــــة قالت وقد طعنوا ***** هل في مخفيــــــكم من يشتري أدما
قلت لها وهي تســــــعى تحت لبتها ***** لا تحطّمــــنك إن البيــــــع قد زرما
باتت ثلاث ليـــــــال ثم واحـــــــدة ***** بذي المجـــــــاز تراعي منزلا زيما
فانشقّ عنها عمـــود الصبح جافلة ***** عدو النحوص تخاف القانص اللحما
5 ـ ويُنْشِد قصيدة أطلال هِنْد فيقول :
تُذَكّرني أطـــــلالُ هنــــدٍ مع الهـوى ***** دعــــائم منـــها قائـــــم وَمُنــــــَزَّعُ
على العُصُـــــرِ الخالي كأنّ رسومها ***** بتهنيَـــــةِ الرّكنيـــن وشيٌ مُرَجــــّعُ
وعَنْسٍ بـــــــراها رحلتــــي فكـــأنّما ***** إذا جنــــــأت فوق الذراعيْنِ شرجَعُ
أناخـــــت بِغُبْرِ البـــيدِ مغشيةِ الردى ***** على كلّ نَشــــــزٍ هامــــُها يتفجَّـــــعُ
غِشاشاً كَنَوْمِ العينِ تفضى على القذى ***** وقد شقَّ أعلى الصبْحِ أو كاد يسْطَعُ
وقد قلبتْ عن لــــونٍ أحمــــرَ قاتــــمٍ ***** أســــــابي ليْـــــلٍ لم تـــكدْ تتــــرفَّعُ
6 ـ وقال في قصيدة : حَسْبُ الخليلين ، يرثي فيها أمُه عاتكة بنت أنيس الاشجي :
( ماذا رُزِئْنا بهِ من حيّــــــة ذكَرٍ ، ***** نَضناضةٍ بالرذايا ، صِلّ أصلالِ )
لا يهنىءِ الناسَ ما يرْعَونَ من كلإٍ ***** وما يســــوقون من أهلٍ ومن مالِ
بعدَ ابنِ عاتكةَ الثاوي على أبَوَى ، ***** أضحى بـــــبلدةٍ لا عَــــمّ ولا خالِ
حسبُ الخليلينِ نأيُ الأرضِ بينهما ***** هذا عليــــها ، وهذا تحتــــَها باليِ
7 ـ وهجا النعمان بن المنذر بقصيدة حَدِّثوني ، قال فيها :
حّدِّثــــــوني بني الشقيقــةِ ما يَمـ ***** ـنَعُ فَقْـــــعاً بقرقـــرٍ أن يزولا
لا أرى الفـــارسَ المُدَجَّجَ فيـــــكم ***** آل نصـــــــر ولا الفتى البهلولا
جمعــــوا من نوافل الناس ســــيباً ***** وحميــــراً موســــومةً وخيولا
وبراذــــين كابيـــــاتٍ رأُتْنـــــــــاً ***** وخنـــــاذيذ خِصْيـــــــَةً وفحولا
لا أرى حـــاجزاً عن الفحش فيهم ***** وحمــــــاراً عن أمّه مشـــكولا
قد رأينـــا مكان أمّكَ إذ تمــــــــ ***** ـنع من دِرَّةِ اللّـــــــــقوح فصيلا
قَبَّــــحَ اللــــــهُ ثمّ ثَنَّــــى بلَــــعْنٍ ***** وارثَ الصائغِ الجبـــانَ الجهولا
مَنْ يضرّ الأدنى ويعجزُ عن ضرِّ ***** الأقاصي ، ومن يخونُ الخَلــــيلا
يجمعُ الجيشَ ، ذا الألوفَ ويغزو ***** ثمّ لا يرزأُ العَــــــدوَّ فَتيــــــــلا
الشقيقة : جدّة النعمان . الفقع : الكمأة . القرقر : الأرض المستوية . نصر : الجد الأكبر للنعمان . الخناذيذ : الخيول الكريمة . الصائغ : هي عطية أبي سلمى لأم النعمان ، وكان ابو سلمى صائغاً
8 ـ وقال مُفْتَخِراً بابياتٍ شعرٍ مطلعها : إنَّا نُقَدِّمُ
إنّا نُقّدّــــــِمُ للفَخَـــــارِ ثلاثـــةً ***** هَرِماً وعَوْفاً عمّه وســـنانا
ونعدُّ خارجَةَ المكارِمِ إذْ سعى ***** بِحَمالةٍ فاستخلَصَتْ غطفانا
والحارِثَيْن معاً نَعُدُّ وهاشِــــماً ***** ويزيدَ إن عُدَّ الكُمَاةُ طِـعانا
الكُماة : جمع كَمِيّ وهو الرجل المقاتل .
8 ـ وقال في قصيدة : هم خَيْرُ مَنْ يشربُ ، يمدح فيها العمان بن الحارث الأصغر الغساني :
هذا غُــلامٌ حَســـــَنٌ وَجهُهُ ، ***** مُسْتَقْبِلُ الخَيْرش ، سريعُ التّمامْ
للحارِثِ الأكبرِ ، والحـــارِثِ ***** الأصغرِ ، والأعرجِ خيـــــرِ الأنامْ
ثُمَّ لهـــــندٍ ، ولهـــــندٍ ، وقد ***** أسرع ، في الخيراتِ ، منه إمامْ
خمســــــةُ آبائِــــهِمُ ما هُمُ ؟ ***** هُمْ خيرُ مَن يشربُ صوبَ الغمامْ
هند : الأولى هي بنت عمرو آكل المرار الكندي ، وهند : الثانية هي أمامة بنت سلمى بن الحارث
9 ـ ولما بلغ النابغة مرض النعمان ، اتاه وكان يُحْمَلُ النعمان في مرضه على ســــرير يُنْقَلُ بين قصوره في الحيرة ، ولما اراد الدخول دفعه عصام بن شهبرة الجرمي حاجب النعمان بحجّة أنه عليل فأنشد قصيدة : ولكنْ ، ما وراءَك يا عصامُ ؟ :
ألَمْ أُقْسِمْ عليْكَ لتُخْبِرَني ، ***** أمَحْمُولٌ ، على النّعشِ ، الهُمامِ
فإنّي لا أُلامُ على دُخُولٍ ؛ ***** ولكِن ما وراءَكَ يا عِصــــــامُ ؟
فإنْ يَهْلِكْ أبُو قابوسَ يَهْلِكْ ***** ربيعُ النّاسِ ، والشهرُ الحرامُ
ونُمْسِكُ ، بعدَه ، بذِبابِ عَيْشٍ ***** اجبّ الظَّ÷ْرِ ، ليسَ لهُ سنَامُ
أبو قابوس : كنية النعمان . ربيع الناس : كناية عن العطاء كما يخصب ويعطي الربيع . أجب الظهر : أي لا سنام له . ذناب الشيء : طرفه ونهايته .
المفـــــــــــردات :
(1) ـ المعلّقات : إن تسميتها بالمعلّقات أو المُذَهَّبات ، أو السُّموط ( العقود ) فمختلف فيه ، إذ قال بعضهم أنّ العرب لشدّة إعجابهم بها ، كتبوها بمــــاء الذهب ، وعـــلّقوها على جدران الكعبة ، فَسُمِّيت بذلك المُعلَّقات أو المُذهّبات . ونفى بعضهم تعليقـــها على جدران الكعبة وزعم آخرون أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع القصـائد الطِّوال، وقال للناس : هذه هي المشهورات وقال آخرون إنّها سُمِّيَت بذلك لأنها من القصائد المســتجادة التي كانت تُعَلَّق في خزائن الملوك . والراجح اليوم انها سُمِّيَت أيضـــاً بالمعلَّقات لتشبيهها بالسّــــموط ، أي العقود التي تُعَلَّق بالأعناــــق ، وقد سُمِّيَت أيضاً بالمذهّبات لأنها جـــديرة بأن تُكْتَب بماء الذّهب لنفاستها . والمعلّقات هي من أجمل صور الشعر الجاهلي وأعذبه وكان ( حماد الراوية ) أوّل من جمعها في أواخـــــر عصر بني أميّة في الشــــــــام ( 660 ـ 750 ) م وأواخر العصـر العباسي ( 750 ـ 1258 ) م وأصحاب المعلّقات هم : امرؤ القيس ـ طرفة بن العبد ـ زهير بن ابي سّلمى ـ لبيد بن أبي ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ عنترة بن شدّاد ـ الحارث بن حلزة ـ النابـــغة الذبياني ـ الأعشى الأكبر ـ عبيد بن الأبرص .
المصـــــــادر والمــــراجع :
ـــ شعراء النصرانية في العصر الجاهلي ج 1 : الأب لويس شيخو اليسوعي ، بيروت 1890
ـــ ديوان النابغة الذبياني : حمدو طماس ، بيروت ، الطبعة الثانية 2005
ـــ النابغة الذبياني : سلسلة الروائع فؤاد أفرام البستاني ، بيروت 1930
ـــ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
ـــ مواقع على الإنترنت :
1" ـ لُقِّب بالنابغة لأنه نبغ في الشِعر دفعة واحدة .
2" ـ يقول أبو قتيبة إن سبب لقبه بالنابغة لقوله :
وحلّت في بني القين بن جسر ***** فقد نبغت لهم منا شؤون
3" ـ وفي رأي البغدادي : أن هذا اللقب لحقه لأنّه لم ينظم الشعر حتى أصبح رجلاً
4" ـ وعلى حد قول العرب ربما كان اللقب مجازاً : فنبغت الحمامة ، إذا أرسلت صـــــوتها في الغناء ونبغ الماء إذا غزر ، ونبغ الشاعر ، والشاعر نابغة ، إذا غزر شعره وكثر .
5" ـ ويُروى أنه لم يقل الشعر إلاً بعد أن تجاوز عمره الأربعين تقريباً ولهذا يصفونه بالنبوغ .
6" ـ وجاء في كتاب الأغاني : انه بفضل أدباء يثرب استقام شـــــــعر النابغة حيث قال : دخلت يثرب وفي شعري عاهة وخرجت منها وأنا أشعر الناس .
والنابغة لقب لشعراء عديدين ، منهم النابغة الجعدي والنابغة الشيباني وشاعرنا النابغة الذبياني ، هو أشعرهم دون مُنازع .شبَّ شاعرنا في نجد بين قيبلته ونشأته غامضة في حداثته وشبابه ، إلاّ حادثة حبه لمعاوية زوجة حاتـــــم الطائي . كان يحتـــــرم أمّه عاتكة بنت أنيس الأشجي ورثاها بقصيدة عند وفاتها .
قد ذكر بعض المؤرخين أن النابغة اتصل بالغساسنة قبل أن يتّصل بالمناذرة بيـــد أن الثابت أنه اتصل بملوك الحيـرة (جنوب العراق) وأقام فيها منذ عام 530 م حيث عقد صلة وثيقة بأميرها المنذر بن ماء السماء ( 514 ـ 554 ) م ومدحه ولمّا آل العرش إلى عمرو بن هند عام 554 م وقعت بينهما وحشة ونفور فغادر الذبياني الحيرة إلى جُلّق في حوران ولما قتل عمرو بن هنـــد عام 578 م عاد النابغة إلى الحيرة ودخل قصر لنعمان بن المنذر أبو قابوس ( 580ـ 602 ) م فاســـتخصّه وأسبغ نعمته وجوائزه عليه حتى أكل وشرب في آنية الذهب والفضـــــة واســـتمّر على هذا النعيــم حتى دخـــل بينهما بعض حســـاّده متذرّعين للوشاية بقصــــــيدته في وصف (المُتجرّدة ) زوجة النعمان فغضب الملك وتوعّده بالقتل فنجا شــاعرنا بنفســــه ولاذ بعمرو بن الحارث الأصـغر الغساني بالشام فزاد حقد النعمان عليه لالتجائه إلى أعدائه ومنافسيه وبقي عند بني غســـان يمدحهم ويُغدقون عليه المال والذهب حتى بلغه مرض النعمان فرجـــــع إليه يطلب منة الشفاعة ويرجو البراءة عنده مقدّما قصائده الخالدة بالاعتذار منه فقبلها وعــــادت مكانته في القصر .
بعد أن مات النعمان ترك النابغة البلاط راجعاً إلى ديار بين ذبيان وهناك اعتزل الشعر ومات سنة 604 م . وقد ذكر المستشرق ( ديرنبرغ ) أن النابغة توفّي عام 605 م قبل الهجرة بـ 18 عاماً متأثراً بمرض الحمّى ، حيث قضى أواخر أيامه في أرض اليمن فقيراً معدماً وقد جلّلـــــه الشيب وضعفت قواه .
كان النابغة الذبياني شعر وناقد في آن واحد ، فقد كانت تُضرَب له من جلد أحمر خيمة تنصبها قريش وملوك الغساسنة في سوق عكاظ بمكة وفيها يجري النقد لأهم مظاهر الثقافة الجمـــالية ، فتقصده الشعراء وتعرض عليه أشعارها وكان من بين الشعراء الذين يعرضون شــــعرهم على النابغة ( الأعشى وحسان بن ثابت والخنساء ) وكان هو الحَكَم فيها وكذلك كانت مجالســـــه في يثرب ، وقال عنه ابن سلام الجمحي في الطبقات ( كان النابغة أحسن الشعراء ديباجة شــــــعر ويمتاز شعره بالرونق والطلاوة والمتانة وجزيل اللفظ وليس فيه تكلّف ) . وامتاز شــعره برقة المشاعر وقوة العاطفة في آن واحد كما في خياله الخصب في الصور والتشابيه والاستعراضات الجمالية لهذا الخيال . يعتَبَر النابغة أحد فحول الشعراء في الجاهلية وَعَدّه ابن سلام في الطـــبقة وقارنه بامرئ القيس والأعشى وزهير وتقدم الخلاف في أيّهم أشـــــعر وهو الذي كان أحســنهم ديباجة وأكثرهم رونقاً وكلاماً وأجزلهم بيتاً .
تراوحت أشعار النابغة بين النُتَف والقصائد الطِوال رَبَت على السبعين وهي ممّا وُثِّقَ به أنه له لأن شعره تعرّض إلى أكثر من محاولة للدسّ والنحل ، فنجد في ديوانه قصـــائد مؤلّفة من بيتين اثنين كم نجد مطوّلات تزيد على أربعين بيتاً مثل المعلّقــــــة التي تُعَدّ من عيون شعره خاصـــة والشعر العربي عامة .
تنوّعت أغراض الشعر لدى النابغة في موضوعات شتّى وأشهرها المديح والهجاء إلى جانب الاعتذار والرثاء والغزل والوصف . وسنذكر بعض أعماله :
1 ـ أن شاعرنا من أصحاب المعلقات (1) ، نبدأ أعمله بمعلّقته الشهيرة :
يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّنَـدِ ***** أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَا سَالِـفُ الأَبَـدِ
وقَفـتُ فِيـهَا أُصَيلانـاً أُسائِلُهـا ***** عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبـعِ مِنْ أَحَـدِ
إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيـاً مَـا أُبَـيِّـنُــهَا ***** والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ
رَدَّتْ عَليَـهِ أقَـاصِيـهِ ، ولـبّــدَهُ ***** ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِي الثَّـــأَدِ
خَلَّتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَــــــانَ يَحْبِسُـــــهُ ***** ورفَّعَتْهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَــــدِ
أمْسَتْ خَلاءً ، وأَمسَى أَهلُهَا احْتَمَلُوا ***** أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـــى عَلَى لُبَـدِ
فَعَدِّ عَمَّا تَرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـــــاعَ لَـهُ ***** وانْـمِ القُتُـــودَ عَلَى عَيْرانَـــــةٍ أُجُـدِ
مَقذوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَــــا ***** لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْـوِ بالمَسَـدِ
كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَدْ زَالَ النَّــــهَارُ بِنَـا ***** يَومَ الجليلِ ، عَلَى مُســـتأنِـسٍ وحِـدِ
مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِيٍّ أَكَارِعُـهُ ***** طَاوي المَصِيرِ كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
سَرتْ عَلَيهِ مِنَ الجَـوزَاءِ سَارِيَـةٌ ***** تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِــــــدَ البَـرَدِ
فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ فَبَاتَ لَـهُ ***** طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ
فبَـثّـهُـنَّ عَلَيـــــهِ ، واسـَــــمَـرَّ بِـهِ ***** صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَـــــاتٌ مِنَ الحَـرَدِ
وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ ***** طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـــرِ النَّجُـدِ
شَكَّ الفَريصةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا ***** طَعْنَ المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَـدِ
كَأَنَّه ، خَارجَا مِنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ ***** سَفّودُ شَرْبٍ نَسُــــــوهُ عِنـدَ مُفْتَــــــأَدِ
فَظَـلّ يَعْجُمُ أَعلَى الـرَّوْقِ مُنقبضـاً ***** فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ ، غَيرِ ذِي أَوَدِ
لَمَّا رَأَى واشِـقٌ إِقعَـاصَ صَاحِبِـه ***** وَلاَ سَبِيلَ إلـى عَقْـــــلٍ ، وَلاَ قَـــــوَدِ
قَالَتْ لَهُ النَّفسُ إنِّي لاَ أَرَى طَمَـعاً ***** وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَســـــلَـمْ ، ولَمْ يَصِـدِ
فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ إنَّ لهُ فَضـلاً ***** عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى ، وفِي البَعَـدِ
وَلاَ أَرَى فَاعِلاً فِي النَّاسِ يُشبِهُـهُ ***** وَلاَ أُحَاشِي ، مِنَ الأَقوَامِ ، مِنْ أحَـدِ
إلاَّ سُــــليـمَانَ ، إِذْ قَـــالَ الإلـهُ لَـهُ ***** قُمْ فِي البَرِيَّة ، فَاحْدُدْهَـا عَنِ الفَنَـــدِ
وخيّسِ الجِنّ ! إنِّي قَدْ أَذِنْـــتُ لَهـمْ ***** يَبْنُـونَ تَدْمُــــرَ بالصُّفّـــــاحِ والعَمَـدِ
فَمَـن أَطَاعَـكَ ، فانْفَعْـهُ بِطَاعَتِـهِ ***** كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْــــــهُ عَلَى الرَّشَـدِ
وَمَـنْ عَصَـاكَ ، فَعَاقِبْـهُ مُعَاقَبَـةً ***** تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَـــدِ
إلاَّ لِمثْـلكَ ، أَوْ مَنْ أَنـتَ سَابِقُـهُ ***** سَبْقَ الجَوَادِ ، إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَـدِ
أَعطَـى لِفَارِهَـةٍ ، حُلـوٍ تَوابِعُـهَا ***** مِنَ المَواهِـبِ لاَ تُعْطَـى عَلَى نَكَـــــدِ
الوَاهِـبُ المَائَـةِ المَعْكَـاءِزَيَّنَـــهَا ***** سَعدَانُ تُوضِـــــحَ فِي أَوبَارِهَـا اللِّبَـدِ
والأُدمَ قَدْ خُيِّسَـتْ فُتـلاً مَرافِقُـهَا ***** مَشْـدُودَةً بِرِحَـــــــالِ الحِيـرةِ الجُـدُدِ
والرَّاكِضاتِ ذُيـولَ الرّيْطِ فانَقَـهَا ***** بَرْدُ الهَوَاجـرِ ، كالغِـزْلاَنِ بالجَـرَدِ
والخَيلَ تَمزَعُ غَرباً فِي أعِنَّتهَا كالطَّيـرِ *****تَنجـو مِـنْ الشّؤبـوبِ ذِي البَـرَدِ
احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ ، إِذْ نظـرَتْ ***** إلـى حَمَامِ شِـرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَـــدِ
يَحُفّـهُ جَـانِبـا نِيـقٍ ، وتُتْبِعُـــــــهُ ***** مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَـدِ
قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَا هَـذا الحَمَـامُ لَنَـا ***** إلـى حَمَــــــامَتِنَـا ونِصفُـــــهُ ، فَقَـدِ
فَحَسَّبوهُ ، فألفُـوهُ ، كَمَا حَسَبَـتْ ***** تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُـصْ ولَمْ تَــــزِدِ
فَكَمَّلَـتْ مَائَـةً فِيـهَا حَمَامَتُــــــهَا ***** وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِـي ذَلكَ العَــــــدَدِ
فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَهُ وَمَـا ***** هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَـدِ
والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُـهَا ***** رُكبَانُ مَكَّةَ بَيـنَ الغَيْـلِ والسَّعَـدِ
مَا قُلتُ مِنْ سيّءٍ مِمّـا أُتيـتَ بِـهِ ***** إِذاً فَلاَ رفَعَتْ ســـَوطِـي إلَـيَّ يَـدِي
إلاَّ مَقَـالَـةَ أَقـوَامٍ شَـــــقِيـتُ بِهَـا ***** كَانَتْ مقَالَتُهُـمْ قَرْعـاً عَلَى الكَبِـــــدِ
إِذاً فعَـاقَبَنِـي رَبِّـي مُعَـاقَـبَــــــةً ***** قَرَّتْ بِهَا عَيـنُ مَنْ يَأتِيـــــكَ بالفَنَـدِ
أُنْبِئْـتُ أنَّ أبَـا قَابُـوسَ أوْعَدَنِـي ***** وَلاَ قَـرَارَ عَلَـى زَأرٍ مِـنَ الأسَــــدِ
مَهْلاً ، فِـدَاءٌ لَك الأَقـوَامُ كُلّهُـمُ ***** وَمَا أُثَمّـرُ مِنْ مَـــــالٍ ومِـنْ وَلَـــــدِ
لاَ تَقْذِفَنّـي بُركْـنٍ لاَ كِفَـاءَ لَـــهُ ***** وإنْ تأثّـفَـــــكَ الأَعـــــدَاءُ بالـــرِّفَـدِ
فَمَا الفُراتُ إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ لَـهُ ***** تَرمِـي أواذيُّـــــهُ العِبْرَيـنِ بالـزَّبَـدِ
يَمُـدّهُ كُـلُّ وَادٍ مُتْـــــرَعٍ ، لجِـبٍ ***** فِيهِ رِكَـــامٌ مِنَ اليِنبـوتِ والخَضَـدِ
يَظَلُّ مِنْ خَوفِـهِ المَلاَّحُ مُعتَصِـماً ***** بالخَيزُرانَة ، بَعْـدَ الأيـنِ والنَّجَــدِ
يَوماً ، بأجـوَدَ مِنـهُ سَيْـبَ نافِلَــةٍ ***** وَلاَ يَحُولُ عَطـاءُ اليَـومِ دُونَ غَـدِ
هَذَا الثَّنَـاءُ ، فَإِنْ تَسمَعْ بِـهِ حَسَنـاً ***** فَلَمْ أُعرِّضْ أَبَيتَ اللَّعنَ بالصَّفَـدِ
هَا إنَّ ذِي عِذرَةٌ إلاَّ تَكُــنْ نَفَعَـتْ ***** فَـإِنَّ صَاحِبَــــــها مُشَـارِكُ النَّكَـدِ
2 ـ وهاهو ذا تخونه الأيام وترمي به وحيداً يطوي على همٍّ كبير ونفْسٍ كسيرة فيقول :
المَرْءُ يأمُـــلُ أن يعيشَ ***** وطولُ عيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفْنى بشـــــاشَتُهُ ويبقى ***** بَعْدَ حُلـــــوِ العَيْشِ مُرُّه
وَتَخُونُهُ الأيَــــــام حَتّى ***** لا يَـــــرى شَيْئاً يَسُــرُّه
كم شامِتٍ بي إِن هَلِكْتُ ***** وقائِـــــــل للـّــــــه دَرُّه
3 ـ وأنشد في مدح النعمان بن المنذر في قصيدة : له بحرٌ يُقَمَّصُ بالعَدَوْلي ، قال فيها :
نَهضْتُ إلى عُذافِرَةٍ صَمُوتٍ ، ***** مُذَكَّرَةٍ ، تَجِـــــلّ عَنِ الكَلالِ
فِداءٌ ، لامرئٍ ســـــارت إلــيه ***** بِعَذرَةِ رَبها ، عمّي وخــالي
ومَن يَعْرفْ من النعمان سَجلاً ***** فليسَ كمنْ يُتَيِّهُ في الضـلالِ
فإنْ كنتَ امرأً قد ســـؤتَ ظَنّاً ***** ولا تَعْجَلْ إليّ عنِ الســــؤالِ
لَمَا أغفَلْتُ شُكْرَكَ فانتصِحني ***** وكيفَ ومِنْ عطائكَ جُلُّ مالي
لهُ بحـــــرٌ يُقَمِّصُ بالعَدَوْلي ، ***** وبالخَلَــــجِ المُحَمَّـــلَةِ ، الثّقالِ
4 ـ وهذه قصيدته الجميلة : بانت سعاد ، قال فيها :
بانت سُعــــــاد وأمسى حبْلها انجذما ***** واحتلّت الشرع فالأجزاع من إضما
ليست من السّودِ أعقاباً إذا انصرفت ***** ولا تبيــــــع بجنبي نخــــــلة البرما
غراء أكمل من يمشــــي على قَـــدِمٍ ***** حسنا وأملح من حاورته الكلمـــــــا
قالت : أراكَ أخا رحـــل وراحــــلة ***** تغشى متالف لن ينطرنّك الهـــــرما
حيّــــاك ربي فإنـــــا لا يحـــــل لنا ***** لهو النســـــاء وإن الدين قد عزمـــا
من قول حرميــــة قالت وقد طعنوا ***** هل في مخفيــــــكم من يشتري أدما
قلت لها وهي تســــــعى تحت لبتها ***** لا تحطّمــــنك إن البيــــــع قد زرما
باتت ثلاث ليـــــــال ثم واحـــــــدة ***** بذي المجـــــــاز تراعي منزلا زيما
فانشقّ عنها عمـــود الصبح جافلة ***** عدو النحوص تخاف القانص اللحما
5 ـ ويُنْشِد قصيدة أطلال هِنْد فيقول :
تُذَكّرني أطـــــلالُ هنــــدٍ مع الهـوى ***** دعــــائم منـــها قائـــــم وَمُنــــــَزَّعُ
على العُصُـــــرِ الخالي كأنّ رسومها ***** بتهنيَـــــةِ الرّكنيـــن وشيٌ مُرَجــــّعُ
وعَنْسٍ بـــــــراها رحلتــــي فكـــأنّما ***** إذا جنــــــأت فوق الذراعيْنِ شرجَعُ
أناخـــــت بِغُبْرِ البـــيدِ مغشيةِ الردى ***** على كلّ نَشــــــزٍ هامــــُها يتفجَّـــــعُ
غِشاشاً كَنَوْمِ العينِ تفضى على القذى ***** وقد شقَّ أعلى الصبْحِ أو كاد يسْطَعُ
وقد قلبتْ عن لــــونٍ أحمــــرَ قاتــــمٍ ***** أســــــابي ليْـــــلٍ لم تـــكدْ تتــــرفَّعُ
6 ـ وقال في قصيدة : حَسْبُ الخليلين ، يرثي فيها أمُه عاتكة بنت أنيس الاشجي :
( ماذا رُزِئْنا بهِ من حيّــــــة ذكَرٍ ، ***** نَضناضةٍ بالرذايا ، صِلّ أصلالِ )
لا يهنىءِ الناسَ ما يرْعَونَ من كلإٍ ***** وما يســــوقون من أهلٍ ومن مالِ
بعدَ ابنِ عاتكةَ الثاوي على أبَوَى ، ***** أضحى بـــــبلدةٍ لا عَــــمّ ولا خالِ
حسبُ الخليلينِ نأيُ الأرضِ بينهما ***** هذا عليــــها ، وهذا تحتــــَها باليِ
7 ـ وهجا النعمان بن المنذر بقصيدة حَدِّثوني ، قال فيها :
حّدِّثــــــوني بني الشقيقــةِ ما يَمـ ***** ـنَعُ فَقْـــــعاً بقرقـــرٍ أن يزولا
لا أرى الفـــارسَ المُدَجَّجَ فيـــــكم ***** آل نصـــــــر ولا الفتى البهلولا
جمعــــوا من نوافل الناس ســــيباً ***** وحميــــراً موســــومةً وخيولا
وبراذــــين كابيـــــاتٍ رأُتْنـــــــــاً ***** وخنـــــاذيذ خِصْيـــــــَةً وفحولا
لا أرى حـــاجزاً عن الفحش فيهم ***** وحمــــــاراً عن أمّه مشـــكولا
قد رأينـــا مكان أمّكَ إذ تمــــــــ ***** ـنع من دِرَّةِ اللّـــــــــقوح فصيلا
قَبَّــــحَ اللــــــهُ ثمّ ثَنَّــــى بلَــــعْنٍ ***** وارثَ الصائغِ الجبـــانَ الجهولا
مَنْ يضرّ الأدنى ويعجزُ عن ضرِّ ***** الأقاصي ، ومن يخونُ الخَلــــيلا
يجمعُ الجيشَ ، ذا الألوفَ ويغزو ***** ثمّ لا يرزأُ العَــــــدوَّ فَتيــــــــلا
الشقيقة : جدّة النعمان . الفقع : الكمأة . القرقر : الأرض المستوية . نصر : الجد الأكبر للنعمان . الخناذيذ : الخيول الكريمة . الصائغ : هي عطية أبي سلمى لأم النعمان ، وكان ابو سلمى صائغاً
8 ـ وقال مُفْتَخِراً بابياتٍ شعرٍ مطلعها : إنَّا نُقَدِّمُ
إنّا نُقّدّــــــِمُ للفَخَـــــارِ ثلاثـــةً ***** هَرِماً وعَوْفاً عمّه وســـنانا
ونعدُّ خارجَةَ المكارِمِ إذْ سعى ***** بِحَمالةٍ فاستخلَصَتْ غطفانا
والحارِثَيْن معاً نَعُدُّ وهاشِــــماً ***** ويزيدَ إن عُدَّ الكُمَاةُ طِـعانا
الكُماة : جمع كَمِيّ وهو الرجل المقاتل .
8 ـ وقال في قصيدة : هم خَيْرُ مَنْ يشربُ ، يمدح فيها العمان بن الحارث الأصغر الغساني :
هذا غُــلامٌ حَســـــَنٌ وَجهُهُ ، ***** مُسْتَقْبِلُ الخَيْرش ، سريعُ التّمامْ
للحارِثِ الأكبرِ ، والحـــارِثِ ***** الأصغرِ ، والأعرجِ خيـــــرِ الأنامْ
ثُمَّ لهـــــندٍ ، ولهـــــندٍ ، وقد ***** أسرع ، في الخيراتِ ، منه إمامْ
خمســــــةُ آبائِــــهِمُ ما هُمُ ؟ ***** هُمْ خيرُ مَن يشربُ صوبَ الغمامْ
هند : الأولى هي بنت عمرو آكل المرار الكندي ، وهند : الثانية هي أمامة بنت سلمى بن الحارث
9 ـ ولما بلغ النابغة مرض النعمان ، اتاه وكان يُحْمَلُ النعمان في مرضه على ســــرير يُنْقَلُ بين قصوره في الحيرة ، ولما اراد الدخول دفعه عصام بن شهبرة الجرمي حاجب النعمان بحجّة أنه عليل فأنشد قصيدة : ولكنْ ، ما وراءَك يا عصامُ ؟ :
ألَمْ أُقْسِمْ عليْكَ لتُخْبِرَني ، ***** أمَحْمُولٌ ، على النّعشِ ، الهُمامِ
فإنّي لا أُلامُ على دُخُولٍ ؛ ***** ولكِن ما وراءَكَ يا عِصــــــامُ ؟
فإنْ يَهْلِكْ أبُو قابوسَ يَهْلِكْ ***** ربيعُ النّاسِ ، والشهرُ الحرامُ
ونُمْسِكُ ، بعدَه ، بذِبابِ عَيْشٍ ***** اجبّ الظَّ÷ْرِ ، ليسَ لهُ سنَامُ
أبو قابوس : كنية النعمان . ربيع الناس : كناية عن العطاء كما يخصب ويعطي الربيع . أجب الظهر : أي لا سنام له . ذناب الشيء : طرفه ونهايته .
المفـــــــــــردات :
(1) ـ المعلّقات : إن تسميتها بالمعلّقات أو المُذَهَّبات ، أو السُّموط ( العقود ) فمختلف فيه ، إذ قال بعضهم أنّ العرب لشدّة إعجابهم بها ، كتبوها بمــــاء الذهب ، وعـــلّقوها على جدران الكعبة ، فَسُمِّيت بذلك المُعلَّقات أو المُذهّبات . ونفى بعضهم تعليقـــها على جدران الكعبة وزعم آخرون أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع القصـائد الطِّوال، وقال للناس : هذه هي المشهورات وقال آخرون إنّها سُمِّيَت بذلك لأنها من القصائد المســتجادة التي كانت تُعَلَّق في خزائن الملوك . والراجح اليوم انها سُمِّيَت أيضـــاً بالمعلَّقات لتشبيهها بالسّــــموط ، أي العقود التي تُعَلَّق بالأعناــــق ، وقد سُمِّيَت أيضاً بالمذهّبات لأنها جـــديرة بأن تُكْتَب بماء الذّهب لنفاستها . والمعلّقات هي من أجمل صور الشعر الجاهلي وأعذبه وكان ( حماد الراوية ) أوّل من جمعها في أواخـــــر عصر بني أميّة في الشــــــــام ( 660 ـ 750 ) م وأواخر العصـر العباسي ( 750 ـ 1258 ) م وأصحاب المعلّقات هم : امرؤ القيس ـ طرفة بن العبد ـ زهير بن ابي سّلمى ـ لبيد بن أبي ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ عنترة بن شدّاد ـ الحارث بن حلزة ـ النابـــغة الذبياني ـ الأعشى الأكبر ـ عبيد بن الأبرص .
المصـــــــادر والمــــراجع :
ـــ شعراء النصرانية في العصر الجاهلي ج 1 : الأب لويس شيخو اليسوعي ، بيروت 1890
ـــ ديوان النابغة الذبياني : حمدو طماس ، بيروت ، الطبعة الثانية 2005
ـــ النابغة الذبياني : سلسلة الروائع فؤاد أفرام البستاني ، بيروت 1930
ـــ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
ـــ مواقع على الإنترنت :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق